كبار السن… بركتنا التي لا تُقدَّر بثمن

بقلم: إبراهيم النعمي

كبار السن هم بركتنا، وهم النور الذي أضاء لنا الطريق، واللبنة التي أسّست حاضرنا المشرق. هم من بذلوا الغالي والنفيس في بناء هذا الوطن العزيز منذ عهد المؤسس – طيب الله ثراه – حتى هذا العهد الزاهر، عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان – حفظهما الله.

كبار السن هم مصدر للبهجة، وكنز لا يفنى من الخبرات والتجارب. فهم الذين علمونا، وربونا، ووجّهونا، وآن الأوان أن نردّ لهم الجميل، وأن نمنحهم ما يستحقونه من الاحترام والرعاية والاهتمام.

إن الأسرة هي الحصن الأول والملاذ الآمن للمسن، وهي البيئة التي تحفظ له كرامته وتمنحه الطمأنينة. لذلك، فإن مسؤولية رعاية كبار السن تبدأ من داخل البيت، فوجودهم بين أهلهم وأبنائهم هو أكبر ضمان لاستقرارهم النفسي والاجتماعي.

وقد أولت شريعتنا الإسلامية الغرّاء كبار السن اهتمامًا عظيمًا، ووضعت برّهم ورعايتهم في مرتبة عالية. قال تعالى:

{وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا…}
كما قال رسول الله ﷺ:
“إن من إجلال الله إكرام ذي الشيبة المسلم…”
رواه أبو داود.

وهذا يدل على أن احترام كبار السن، والعناية بهم، هو جزء لا يتجزأ من تعاليم ديننا الحنيف.

ومن واجبنا اليوم أن نمدّ لهم يد العون ماديًا ومعنويًا، ونوفر لهم الرعاية الصحية الشاملة، التي تحفظ لهم كرامتهم، وتحميهم من الأمراض. كما يجب الاهتمام بنظافتهم الشخصية باعتبارها جزءًا أساسيًا من الوقاية الصحية، إضافة إلى تشجيعهم على ممارسة نشاط بدني معتدل، يساهم في تحسين صحتهم العامة ويقيهم من أمراض الشيخوخة.

كبار السن ليسوا عبئًا، بل هم نبضٌ من الوفاء، وتاريخٌ من العطاء، وقيمة لا تعوّض. فلنحسن إليهم، فهم اليوم بحاجة إلينا، كما كنا نحن يومًا بحاجة إليهم.

مشاركة هذا المحتوى:

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top